ليس كل منظومة بيئية كارثة،وإنما يصبح الخلل كارثة على الإنسان وعلى الوسط برمته حينما تنتاب المنظومة أنشطة بشرية ومواد صناعية، لا تستطيع المنظومة تمثلها في دورة الحياة الطبيعية أو تحتاج إلى وقت كبير فتصير المنظومة عميقة، ونميز في الكوارث بين آنية ومشيرة، ولكن آثارنا محدودة في الزمن والمكان وكوارث تتسلل عواملها خلسة وتدريجيا لكن عواقبها ثقيلة على المدى الطويل، وهي تلك التي تلوث الهواء والماء والأرض.
vفما المقصود بالكوارث البيئية؟
vوما تأثيراتها المرتقبة ؟
معرفةمفهوم التلوث البيئي ومظاهره:
معرفة مظاهر الاختلال في التوازن البيئي:
يؤدي تدمير البيئة وتزايد النمو السكاني إلى إعاقة جهود التنمية في الدول النامية، وذلك بسبب الخسائر الناجمة عن انخفاض الإنتاجية وسوء استخدام المواد الطبيعية، وتلوث البيئة (وهو تغيير سلبي في الوسط البيئي ينتج عن إفراز مواد كيماوية أو نفايات صناعية ومنزلية، ويترتب عنه إضرار بصحة الكائنات، واختلال التوازنات البيئية)، وتعد تراجع مساحات الغابات واستنزاف التربة وعدم كفاية موارد المياه وتدهور مصائد الأسماك، عوامل تهدد نوعية حياة وصحة الدول النامية، وتجعلهم أكثر عرضة للكوارث، إضافة إلى ذلك هناك عوامل أخرى تتجلى في تأثير المواد الكيماوية على النظم البيئية بسبب ما تخلفه المصانع الصناعية من أدخنة محملة بالسموم إلى الهواء، وكان ذلك بداية التلوث البيئي.
أنواع التلوث البيئي:
üتلوث الهواء بسبب ما تفرزه المواد الكيماوية المستعملة من قبل المصانع من أدخنة محملة بالسموم إلى الهواء مما أدى إلى حدوث تلوث صناعي وحدوث كوارث طبيعية مثل الانفجارات.
üتلوث المياه بسبب رمي النفايات في الأودية والأنهار مما خلق تدهور مصائد الأسماك وانتشار الأمراض والأوبئة.
تأثير تلوث الهواء على عناصر المنظومة البيئية:
معرفة الغازات الملوثة للهواء:
يعتبر ثاني أوكسيد الكربون أكثر الغازات الموجودة في الطبيعة الهوائية بنسبة 0،02 % وهو (الكربون)عنصر كيمائي بسيط يميز المواد العضوية وهو قابل للاحتراق يتجسد الكاربون في الجو على شكل غاز ثاني أوكسيد الكربونCO2بنسبة 0،02% وإذا زاد تركزه عن 2% فإنه يصبح ساما ويؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض (الاحتباس الحراري)، وأكثر الدول المنتجة لثنائي أوكسيد الكاربون الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد الأوروبي، إضافة إلىCO2هناك غاز الأزون وهو مكون من ثلاث ذرات من الأوكسجينO3يوجد في الغلاف الجوي على صورة طبقة رفيعة على علو معين 25kmحيث يمتص الأشعة ما فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، إلا أن نسبته بدأت تتقلص نتيجة الثقب الذي حدث في هذه الطبقة، مما سمح بتسرب الأشعة المحرقة المسببة لسرطان الجلد، ثم غازات الكلورفلوروكربون، وهو مركب كيماوي من الكلور وهو يتسبب في تلويث الهواء حيث يستعمل هذا الغاز في التبريد (مكيفات الهواء)، وفي القنابل المنجزة للعطور في مبيدات الحشرات، ويؤدي انبعاث هذا الغاز إلى إحداث ثقب في طبقة الأزون.
الأخطار الناتجة عن هذه الملوثات:
üالأمطار الحمضية في الغابة النفضية وهي خليط من ماء الأمطار وحامض الكبريت وينتج عن تزايد نسبة أوكسيد الكبريت وأوكسيد الازوت في الهواء بفعل التلوث الناتج عن المصانع ومحركات السيارات، ولهذه الأخطار أثار سلبية على البيئة فهي تقضي على الغطاء النباتي حيث يصبح فقيرا، وأشجار يابسة وتربة فقيرة.
üكثرة المصانع والسيارات يؤدى إلى وجود غطاء سميك وثقيل من الهواء الملوث، حيث تعمل دولة المكسيك على تخفيض حركة مرور السيارات لكن حظيرة السيارات تضخمت ب6% .
üكارثة تشيرنوبيل بالاتحاد الأوروبي 1986 حيث أدت سحابة مكونة من 40 مليون طن من مادة غازية انفلتت من مفاعل تشيرنوبيل في تسبب في مقتل 6495 فردا و إصابة العديد بأمراض خطيرة وكذا فقد البصر بسبب هذه الكارثة .
أثر تلوث المياه عل اختلال التوازنات البيئية:
تأثير الملوثات على مياه البحار والمحيطات:
üتعرضت السواحل والبحار للتلوث بالهيدروكاربوناتـ، وهي مواد عضوية مركبة من الهيدروجين والكربون، تساهم بشكل كبير في الصناعة عموما والصناعة الكيميائية خاصة، غير أن احتراقها وتسربها في مياه المحيطات والبحار يؤدي إلى إبادة العديد من الكائنات الحية.
üتعرض المحيطات للتلوث بالبترول المحيط الاطلنتي والمحيط الهندي.
üحدوث حوادث تسرب المواد الهيدروكاربونية مثل حادثة الإكواتور، وهي حاثة وحادثة ناقلة بترول إيطالية (غرقت) ببحر المانش فرنسا، (الوثيقة 12 ص 174).
المخاطر التي تهدد استهلاك المياه العذبة:
تستهلك المياه العذبة في العالم بشكل كبير حيث يتوقع ارتفاع حاجة الناس للمياه العذبة في أفق سنة 2015 خاصة بالدول المغرب العربي، وجنوب أفريقيا (أكثر من 40%) وذلك سبب تلوث المياه العذبة من الأنهار والوديان مما يؤدي إلى تدهور مصائد الأسماك مثل نهر نيستا، ويتم تسمم أسماك الأنهار عادة بمادة الزرنيخ التي تلفظها بعض المصانع .
انعكاس تلوث التربة على المنظومة البيئية:
üتدهور التربة في العالم بشكل متفاوت وجود صحاري وتدهور التربة بشكل شديد ومتوسط في إفريقيا.
üاستعمال الأسمدة بشكل كبير ما بين 1950 و2005 منها أثر على مكونات التربة العضوية والمعدنية.
üتراجع الغابات في العالم بنسبة 0،5%.
üأدى التلوث إلى انقراض عدد من أنواع النباتات المهددة بالانقراض في الدول المدارية مثل دولة ماليزيا التي عرفت انقراض 681 نوع والاتحاد الهندي 244 نوع.
üانقراض عدد من أنواع الحيوانات في العالم بسبب التلوث البيئي منها الطيور والتدبيات والأسماك العظيمة والحشرات.
خاتمة:
تتعدد الكوارث البيئية وعوامل اختلال التوازن فيها من تلوث هوائي، تلوث مائي لتلوث غازي، إلى الاحتباس الحراري.